سلة التسوق
سلة التسوق الخاصة بك فارغة!
445163
في القرن الحادي والعشرين، لم يعد الصراع العالمي يدور حول خطوط النار، بل حول خطوط الإمداد، ولم تعد القوة تُقاس فقط بعدد الصواريخ، بل بطول خطوط السكك الحديدية، واتساع الموانئ، وسرعة تدفق البيانات عبر كابلات الألياف البصرية التي تعبر المحيطات بصمت، ولكن بفاعلية أشد من أي أسطول حربي.
في هذا المشهد المتغير، تخرج الصين من عباءة "مصنع العالم" لتجلس على عرش "مُخطط العالم". لم تعد مجرد قوة اقتصادية صاعدة، بل تحولت إلى لاعب القرن وصانع الخرائط الجديدة؛ خرائط ليست بالضرورة جغرافية، بل اقتصادية، لوجستية، وسيبرانية، تمتد من شواطئ بحر الصين الجنوبي حتى شواطئ الإسكندرية، ومن أعماق آسيا الوسطى حتى قلب أوروبا وأفريقيا.
لقد فهمت بكين أن السيطرة على القرن الحادي والعشرين لن تتحقق عبر الدبابات، بل عبر "الربط"- ربط الموانئ، ربط الأسواق، ربط شبكات الطاقة، وربط العقول. ومن خلال مبادرة الحزام والطريق، نسجت الصين خيوطًا حريرية حديثة تربط القارات الست، لكنها هذه المرة ليست من حرير، بل من صلبٍ وبيانات.
سلة التسوق الخاصة بك فارغة!